يولي الإسلام أهمية عظيمة لقيمة الأخوّة، لأنها تُعدّ أساسًا راسخًا لتحقيق الوحدة والتماسك داخل المجتمع المسلم.
فالأخوّة في الإسلام ليست مجرد علاقة اجتماعية، بل هي قيمة متميزة تُشكّل أحد الفوارق البارزة بين الإسلام وغيره من الحضارات السابقة. إنها القيمة التي تبني مجتمعًا متماسكًا قادرًا على مواجهة الشدائد بالمحبة والتآزر.
وقد وصف القرآن الكريم الأخوّة بأنها نعمة من الله عز وجل، بها تآلفت القلوب وزال البغض. يقول الله تعالى:
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾
(سورة آل عمران: 103)
وهذه الآية تذكّر المؤمنين بأن ما يجمعهم من أخوّة ليس مجرد روابط بشرية، بل هو فضل من الله زرع المحبة والوحدة في قلوبهم.
لذلك، فإن المحبة بين المؤمنين تمثل جوهر الأخوّة، وهي ما يعزز روابطهم ويقوّي بنيانهم الاجتماعي والروحي.